11 ساعة من الرعب والعنف في بريطانيا وأمريكا
11 ساعة من الرعب والعنف في بريطانيا وأمريكا
على الهواء مباشرة وعبر فيسبوك تابع الناس حول العالم تفاصيل هجوم إرهابي وقع في كنيس يهودي في ضاحية كلويفيل الهادئة التي يقطنها 26 ألف شخص في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الفور تحركت آلية مكافحة الإرهاب للتعامل مع الموقف.
اجتاحت الشرطة المنطقة وطوقت الحي وأجلت الناس من المنازل المجاورة، وأنشأت مركز قيادة للتنسيق مع أكثر من 200 من ضباط إنفاذ القانون الذين وصلوا من المدن القريبة من جميع أنحاء تكساس وبسرعة مذهلة سارع فريق إنقاذ الرهائن التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي ووضع أكثر من 60 شخصًا على الأرض في كلويفيل في غضون ساعات قليلة.
وبحسب "واشنطن بوست"، لم يكن هناك الكثير من الناس داخل الكنيسة عندما دخل الرجل الذي حدده مكتب التحقيقات الفيدرالي يوم الأحد، أنه مالك فيصل أكرم (44 عامًا)، بريطاني الجنسية.
جاء أكرم من المملكة المتحدة ووصل إلى مطار جون إف كينيدي بنيويورك في 29 ديسمبر وفقًا لمسؤولي إنفاذ القانون، وقال إنه قضى 16 ساعة في مكان ما في منطقة المعبد اليهودي.
اختار أكرم هذا المكان وفقًا للأشخاص الذين سمعوه على البث المباشر، لأنه بدا أنه أقرب تجمع لليهود إلى المنشأة الفيدرالية في فورت وورث، حيث تقضي "عافية صديقي" التي تلقت تعليمها في الولايات المتحدة والباكستانية الجنسية والمُدانة بعقوبة السجن 86 عامًا بتهمة القتل العمد.
بالنسبة لليهود الأمريكيين، لم يكن الهجوم جديد بل مجرد تذكير مزعج بأنهم أهداف طيلة الوقت، فيما سبق كان بإمكان اليهود الذهاب إلى المعابد اليهودية دون التفكير في الأمن.
ولكن بعد سيل من التهديدات والهجمات -وخاصة بعد مذبحة 2018 في كنيس شجرة الحياة في بيتسبرغ، حيث فتح مسلح النار وقتل 11 يهوديًا- أصبحت دور العبادة تفرض الإجراءات الوقائية المختلفة: حراس مسلحون، عمليات تفتيش، التحقق من الهوية، استجواب.
انتشر خبر الهجوم بسرعة مذهلة حيث كانت الصلاة مذاعة عبر تطبيقي زووم وفيسبوك لمن أراد الصلاة من المنزل، وحينما انتهت الصلاة فجأة ظهرت محادثات المهاجم والحاخام ومفاوض الشرطة وكان أكرم واضح في هدفه من احتجاز الرهائن وهو إطلاق سراح "صديقي"، بحسب رويترز.
وقال أكرم إنه اختار مهاجمة كنيس يهودي لأن "أمريكا تهتم فقط بحياة اليهود"، مشيرًا إلى أنه يعرف أن ما يقوم به عمل متطرف وغير عقلاني ولكن أمريكا احترفت ارتكاب الأخطاء.
قتل أكرم أثناء مواجهته مع رجال الشرطة الأمريكية، وتردد أنه قتل نفسه عندما اقتحم العملاء الاتحاديون المعبد اليهودي.
على صعيد آخر، قالت الشرطة في إنجلترا إنها احتجزت مراهقين لاستجوابهم في التحقيق، وقالت شرطة مانشستر إنها تتواصل مع المجتمعات المحلية وتواصل المساعدة في التحقيق الأمريكي.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، إنها عرضت "الدعم الكامل" للشرطة والأجهزة الأمنية في المملكة المتحدة على نظيرها الأمريكي أليخاندرو مايوركاس عندما تحدثا يوم الاثنين.
فيما قالت لأعضاء البرلمان، إن هناك مجموعة من الإجراءات التي يتم اتخاذها في المملكة المتحدة ردا على ذلك، "بما في ذلك الأمن الوقائي للجالية اليهودية".
ووفقًا لمصادر الشرطة الأمريكية، وصل أكرم إلى البلاد عبر مطار جون كنيدي الدولي في نيويورك قبل أسبوعين، ويعتقد أنه اشترى مسدسًا استخدم في الحادث بعد وصوله.
وأكد جولبار شقيق أكرم وفاته في بيان نُشر على صفحة مجتمع بلاكبيرن المسلمة على فيسبوك، مقدما اعتذارا للضحايا، وقال إن شقيقه كان يعاني مشكلات في الصحة العقلية.
عائلة أكرم قالت أيضا إنه من المتوقع أن يصل مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى المملكة المتحدة اليوم لمواصلة تحقيقه معهم، وأنه ستكون هناك أيضًا تحقيقات في باكستان، حيث تردد أن أكرم كان قد زارها مؤخرًا، ولتحديد ما إذا كان أكرم كان يتصرف بمفرده أو بدعم من آخرين.
وأكدت شرطة العاصمة لندن في وقت سابق أن ضباط مكافحة الإرهاب على اتصال بالسلطات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي للوقوف على الملابسات الكاملة للحادث.